شعوذة.. دجل.. أوهام.. خرافات.. خزعبلات.. هذه بعض أسماء وصفات لأدوات وحِيَل وممارسات الدجالين الذين لا يكفّون عن خداع ضحاياها بزعم معرفة مستقبل حياتهم، على الرغم من سطوع حقيقة أن "الغيب بيد الله تعالى وحده".
المشعوذون يستغلون مشكلات الناس، وآلامهم، ومعاناتهم في بعض مجالات الحياة، لتضليلهم، واستنزاف أموالهم.
بدايات الأعوام الجديدة تمثل "مواسم" ينشط فيها المشعوذون والدجالون، لاستغلال أكبر عدد من ضحاياهم الباحثين عن المجهول.
بعض الدجالين يتدخلون في حياة الناس إلى حدّ دفع بعض النساء إلى تغيير أسمائهن بزعم أنها تمثل "فألا" سيئا عليهن.
المشعوذون "يصطادون" البسطاء بترويج "الأكاذيب" عن حياتهم المستقبلية، ولو أنهم "فكروا" فيما يروجونه لوجدوه "عموميات" تصلح لآلاف الحالات غيرهن.
علماء الدين والنفس والاجتماع والصحة يجزمون بأن وراء اللجوء للمشعوذين مشكلات عديدة تبحث عن حلول، منها: العنوسة، والبطالة، والقلق النفسي، والجهل بالدين، والاكتئاب، والخوف، والإحباطات المتراكمة.
ويجزمون بأنه لا يجوز اللجوء إلى قراءة الكف، أو الفنجان، أو الأبراج بدعوى معرفة الغيب.
ويحذرون من أن الدجل والشعوذة وراء زيادة حالات الطلاق، والعنف الأسري، والقلق النفسي، والاكتئاب، والانتحار، كما تصيب الإنسان بأمراض عضوية ونفسية مزمنة. ويلفتون إلى حقيقة أن "التقنيات الحديثة" شجعت المضطربين نفسيا واجتماعيا على الاتصال بالمشعوذين.
ويؤكدون أن "المفاهيم الخاطئة" نتيجة حتمية لغياب الوعي الديني، وأن النظرة الإيمانية للحياة، والرضا بالقضاء والقدر ضرورتان، لمواجهة مزاعم الدجالين.
في التحقيق التالي نتعرف على المزيد من آرائهم ومعالجاتهم لهذه القضية.
مها الصالح "معلمة" تؤكد أن مطلع كل عام يشهد إقبالا كبيرا على المنجمين من الكثيرين، خاصة السيدات الباحثات عن معلومات يتصورن أنها تتصل بأمانهن في العام الجديد.
وتوضح أن منهن مَن تسأل عن نهاية عنوستها، أو إمكانية زواجها، أو فرصة حصولها على عمل، أو نهاية مشكلة، أو توقع حدوث طلاق، أو غيره.
وتقول: إن المرأة تعاني العديد من الإحباطات التي وضعتها على قائمة الباحثات عن الأمان في الغد، وأعرف العديد من السيدات يدفعن لقنوات فضائية مبالغ كبيرة لمعرفة ماذا يخبئ لهن القدر.
أما "صالح. ع" فيفسر انتشار هذه الظاهرة لدى بعض الرجال بأنها ترجع إلى إصابتهم بخسائر مالية واقتصادية، إضافة إلى سعيهم الدائم لمعرفة ماذا يمكن أن يكون عليه حالهم الاقتصادي والمالي بعد الظروف الاقتصادية السيئة التي أضرت بالعديد منهم.
مبالغ طائلة
"ن.ع" عاملة في أحد المشاغل، تقول: جاءتنا "سيدة" في حالة سيئة، وأخذت تحكي تجربة اتصالها بأحد المشعوذين، واتباعها لتعليماته، وطلبه منها عمل تعويذة، وكتابة أشياء معينة، بزعم أن ذلك يساعدها على تقريب زوجها إليها.
وتضيف أن تلك المرأة حكت عن ظروف سيئة تمر بها هي وأسرتها، بسبب استحضارها الجن في منزلها، حتى إنها ذهبت تشكو ظروفها لأحد المشايخ، فأخبرها أن هناك رموزا خاصة بين ذلك المشعوذ وبين الجن، وأنه الوحيد الذي يمكن أن يصرف الجن عنها.
مها العسيري، معلمة، تجزم بأن العديد من السيدات يحرصن على الاتصال بالمشعوذين، لمعرفة المستقبل، وكثيرات منهن يتصلن بالفضائيات، ويدفعن مبالغ طائلة، لمعرفة ما يمكن أن يحدث مستقبلا.
وتقول: أعرف أكثر من امرأة غيّرت اسمها بعد أن أكد لها المشعوذون ضرورة تغيير اسمها، بدعوى أن "فأله" سيء عليها، ومن تلك الأسماء إيمان، وبشرى، ورولا، وغيرها، وتحويلها إلى سارة وهدى، مشيرة إلى أن المرأة تدفع 100 دولار لتتمكن من الاتصال بالفضائية في كل مرة.
نظرة منصفة
أما "ن. ق" فتشير إلى أن هناك العديد من السيدات اللاتي يلجأن لقراءة "الأبراج" عبر المواقع الألكترونية والمجلات التي تتحدث عن مستقبل الحياة العاطفية والأسرية والعملية.
وتؤكد انتشار العديد من كتب المشعوذين التي تتحدث عن "الأبراج" والسمات التي يتميز بها كل برج عن الآخر.
وتُشدّد على أن انتشار العنوسة والبطالة والفراغ من أهم أسباب تعلق السيدات والمراهقات بالأبراج، وكثيرات منهن يدركن أن مُعدّي تلك الأبراج لا يقدمون إلا العموميات حتى تنطبق العبارات على مختلف الحالات التي يتم عرضها.
وتلفت إلى أن الكثيرات يتشبثن بالبحث عن مفسري أحلام يشرحون لهن كل ما يدور في أحلامهن، لعلها تحكي عن بارقة أمل.
سارة عسيري، موظفة بجامعة الملك خالد، تلفت إلى أن بحث الفتيات عن الغيبيات دليل على الحاجة المستمرة إلى الشعور بالأمان، سواء من خلال الزواج، أو الوظيفة، أو الحياة الاجتماعية.
وتُوضّح أن جميع من يَبحثن عن الأمور الغيبية عند المشعوذين من اللواتي حُرِمن من التعليم، أو الوظيفة، أو الزواج، وضاقت بهن السبل.
وتؤكد أن الفتاة السعودية تحتاج إلى نظرة منصفة من المجتمع، لرعاية جميع احتياجاتها، بدلا من اضطرارها للبحث عن أوهام وغيبيات.
احترام العقل
الداعية الدكتور سعيد بن مسفر عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى يصف بحث الإنسان عن الغيبيات بأنه "أمر طبيعي"، مشيرا إلى أن الإنسان يقع في هذا الأمر بجميع العصور.
ويؤكد أن الإنسان يبحث من قديم الأزل عن الوهم والخرافة والشعوذة وعن أي شيء يدل على الغيب.
ويوضح أن الإسلام حصر الغيبيات في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مشددا على أن أي شيء يخرج عن القرآن والسنة فإنما يمثل خرافة.
ويشير إلى أن تقدم الأمم والشعوب يُقاس بمدى تعاملها مع الخرافة، فكلما نضج العقل زاد تحرره من الخرافة، مؤكدا أهمية استقاء المعلومات عن الغيبيات من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
تخطيط لا تنبؤ
الدكتور سعيد حمدان رئيس مركز البحوث الاجتماعية بجامعة الملك خالد يشدد على أن التنبؤ للمستقبل من الأمور التي حذر منها الإسلام، لأن علم الغيب بيد الله عز وجل.
ويوضح أن هناك من يعمل على استشراف المستقبل من خلال الاطلاع على معطيات الأمور، ويضع خططا لما هو قادم، حيث إن الإنسان كائن اجتماعي لديه طموحات للتغيير في الواقع سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع أو العمل.
ويقول: إن البعض يعد الخطط المستقبلية بناء على معطيات الحاضر مع توقع النتائج، بحيث يكون هناك مقدمات وأسباب يبني عليها استشرافه للمستقبل، أما فيما يتعلق بالغيبيات فهي إما أن تصدق أو تكذب.. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كذب المنجمون ولو صدقوا ".
ويؤكد أن الاسترشاد بالواقع واستخدامه للتخطيط للمستقبل من الأمور التي ينبغي أن يحرص الإنسان عليها، بدلا من الفضول في مجال البحث عن الغيب.
دعوة للتفاؤل
أما الدكتور صالح الرميح أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض فيؤكد أن هناك أسبابا عديدة وراء اتجاه الناس للبحث عن الغيبيات في مطلع كل عام، منها: العولمة، والتغيرات الحضارية، وتشابه أوضاع العالم، وبروز قضايا التنبؤات على مستوى المجتمع، والأفراد، والرؤساء، وهي ظاهرة موجودة لدى الإعلاميين والفنانين بكثرة.
ويصف تلك الظاهرة بأنها من الظواهر الغريبة التي دخلت مجتمعنا العربي قادمة من الغرب.
ويقول: يجب أن نرفض كل هذه الظواهر، وأن نعود للمعيار الإسلامي، فتلك الأمور الوافدة إنما هي نتيجة إحباطات تصيب الإنسان فيلجأ إلى الحيل الغيبية ليتخلص منها، بالبحث عن مبشرات تجعله يشعر بالاطمئنان تجاه المثبطات، ومن ذلك أن يلجأ الإنسان للحلم، ويأمل أن يتحقق ما يراه.
ويضيف أن توجه بعض الناس للمنجمين يأتي نتيجة للمشكلات التي تعاني منها الأمة العربية والإسلامية، معربا عن أمله في حل تلك المشكلات، ووقف الصراعات، ونزيف الدم، وأن يكون هناك سلام ورغد وأحلام وأمان ورغبات.
ويجزم بأن التفاؤل هو الحل الأمثل للتخلص من تلك الإحباطات، مشيرا إلى أنه من صفات المؤمن، حيث دعا الإسلام إلى التفاؤل.
ثقافة الخوف
الدكتور علي زايري استشاري الطب النفسي بمركز النخيل بجدة يتوقف أمام العديد من أسباب الظاهرة، ومنها: الظروف التي عصفت بالعالم الإسلامي، بل والعالم أجمع من انهيار سوق المال، وإفلاس الشركات والأفراد، وفقدان الثقة في الحكومات والبنوك، واشتعال عدد من الحروب على مستوى العالم، والكوارث البيئية والطبيعية إضافة إلى الإخفاقات في العلاقات الاجتماعية التي أصبحت تحكمها الماديات.
ويؤكد أن تلك الأمور أوجدت لدى الإنسان شعورا بفقدان الثقة بالمؤسسات المالية والعلاقات الاجتماعية، ودفعت إلى المزيد من التشاؤم تجاه المستقبل، بحيث أصبح يبحث عن مصادر الاطمئنان من الغيب، ويقترب من التنبؤات لمساعدته على اتخاذ القرار.
ويضيف أن من أهم أسباب هذا التوجه العولمة، وابتعاد الناس عن الدين الذي يمنح الإنسان الطمأنينة والأمان، لأن الإنسان المتدين يشعر بالطمأنينة في الاقتراب من الله عز وجل.
ويشير إلى أن التكنولوجيا اخترقت كل شيء، ونقلت إلينا من أمريكا وأوروبا ثقافة الخوف التي لم تكن موجودة بالبلاد العربية والإسلامية في السنوات الماضية، بينما كانت منتشرة في دول أوروبا.
كما أن العولمة نقلت إلينا ثقافة الكوارث والحروب فصرنا نبحث عن الأمان في التنبؤ بما قد يصيبنا.
ويجزم بأن الحل في العودة إلى الدين، والبعد عن اللجوء للمشعوذين الذين "يصطادون" البسطاء ببعض الخزعبلات، فيستفيدون منهم ماديا، ويعملون على تقويض علاقاتهم الاجتماعية، بنصحهم بقطع علاقات أو صداقات، إضافة إلى خسائر مالية بنصحهم بدخول مغامرات مالية أو سحب أموال أو الإقدام على اتخاذ قرارات.
خرافات وأوهام
الدكتور علي بادحدح عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة يجزم بأن الإنسان المسلم لديه يقين أن علم الغيب عند الله، وأنه عز وجل أعطى الرسل من هذا العلم بقدر معين، وأن الرسالات انقطعت.
ويشدد على أن التعلق بالتنبؤات أمر محرم شرعا، وقد ورد العديد من النصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة الشريفة تحذر من التنبؤ، وتحرم الذهاب إلى المشعوذين والمتنبئين، كما تحرم التشاؤم والتطير، طلبا لمعرفة أمور مستقبلية، وما كان من عادات الجاهلية من ضرب الأقداح.
ويقول: إن الإسلام يحترم العقل، وينبذ الخرافة وينسب الأسباب لمسببها، ويحارب الخرافات والأوهام، وقد حرم التنبؤ بالكف والخط والفنجان والأبراج بأحاديث صحيحة، لحكمة ربانية، ولكي يتفاعل الإنسان مع الواقع وأسبابه المادية، ويستشرف ويخطط للمستقبل ويعد العدة له، وهو أمر مطلوب.
ويوضح أن جهل الكثيرين بهذه الحقائق الدينية من أهم أسباب تلك الظاهرة إضافة إلى الزخم الإعلامي المروج لتلك القنوات، مع وجود الهزائم النفسية لدى البعض، وعدم الرضا بقضاء الله وقدره الذي يمنح الطمأنينة.
وينصح بالمعالجة الفكرية من خلال العلم والمعرفة، إضافة إلى المعالجة الإيجابية دينيا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، وعدم الانسياق وراء مروجي الخرافات.
تقنيات حديثة
الدكتور محمود الكسناوي أستاذ علم الاجتماع التربوي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة يوضح أن التفاعلات الاجتماعية التي أوجدتها التقنيات الحديثة أثرت على الإنسان، وعلى حبه لمعرفة مستقبله، وذلك لتحول العالم إلى قرية واحدة.
ويشير إلى أن العلاقات الاجتماعية تتداخل بين أفراد المجتمع بسبب تداخل الظروف والأحداث.
ويضيف أن الحياة الاجتماعية للأفراد تجعلهم يتطلعون بقلق نحو المستقبل، الأمر الذي يجعلهم يبحثون عن الراحة والأمان في معرفة مصيرهم من الناحية الاجتماعية، ومكانتهم ومركزهم الاجتماعي، وقد يدفعون نقودا ومالا للتعرف على ما يمكن أن يخبئه لهم القدر من مفاجآت.
ويؤكد أن الرغبة في الاطمئنان النفسي والاجتماعي تلعب دورا كبيرا في سعي الإنسان للبحث عن الغيبيات، ومعرفة الحالة التي سيكون عليها المستقبل.
ويشدد على ضرورة ربط تلك الأمور بالجوانب النفسية التي تتأثر نتيجة للقلق، والاضطراب، والبحث عن الطمأنينة والأمان في الغد، والسعي للتعرف عليه، خوفا من مفاجآته.
ويدعو إلى ضرورة ترابط أواصر المجتمع، والتوجه إلى الله بقلب صادق، مع الرضا بقضاء الله وقدره، والتمسك بركيزة الدين والإيمان بالله، والتعلق به.
مشاكل مزمنة
وفي تناوله الأسباب والآثار المترتبة على مشكلة البحث عن الغيبيات يحذر الدكتور يحيى ماطر الخالدي استشاري طب الأسرة والمجتمع عضو هيئة التدريس بجامعه الملك خالد رئيس جمعية طب الأسرة من مخاطر ضعف الإيمان في المجتمع العربي والإسلامي، وضعف الخلفية الدينية الصحيحة، وسهولة تقبل المجتمع العربي للأفكار الجديدة دون تمحيص، وعدم وجود ما يشغل الناس، إضافة إلى الواقع المرير الذي يعيشه المواطن العربي نتيجة الأزمات والمشاكل المزمنة.
ويشير إلى وجود عوامل أخرى عديدة تشجع تلك الظاهرة، منها: عدم قيام الجهات ذات العلاقة بدورها في مواجهة الخرافات والمعتقدات الاجتماعية السائدة، إضافة إلى الغزو الفكري للمجتمعات العربية نتيجة العولمة والإعلام المقروء والمشاهد.
ويضيف أن من تلك العوامل ضعف دور المناهج الدراسية في تبصير الأجيال بأهمية الإيمان ودوره في حياة الفرد والأسرة والمجتمع، وكذلك ضعف دور الأسرة في تعميق مفهوم الإيمان من خلال الممارسات والسلوكيات المجتمعية.
آثار خطيرة
ويتوقف الخالدي أمام الآثار الجسمية التي تترتب على تلك الظاهرة، ومنها الوهن الجسدي أو الضعف العام، ونقص اللياقة، وعدم الحركة الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والسمنة وسوء التغذية، وضعف المناعة ضد الأمراض المعدية المختلفة، والأورام السرطانية، وآلام الرأس، والظهر، والمفاصل، والعضلات.
أما الآثار الاجتماعية لتلك الظاهرة، فتشمل: زيادة الطلاق، والعنف الأسري، وتفكك الأسرة، والخواء العاطفي، وزيادة نسبة البطالة، واستخدام الأدوية المسكرة والمخدرة، والتأخر الدراسي، وضعف الإنتاجية، والتغيب عن العمل.
ويبرز الآثار النفسية للظاهرة، ومنها: قلة التركيز، والأرق ( اضطراب النوم)، وضعف الذاكرة، والقلق، والخوف، والسلوك العدواني، والانتحار، وأمراض الاكتئاب، والوسواس القهري.
أما العلاج فيؤكد أنه يتحقق بأمور أربعة، هي: التوعية الدينية والصحية، والتربية الأسرية الإيمانية، وتعاون وتكامل الجهات ذات العلاقة، وعلاج الأسباب المؤدية لتنامي تلك الظاهرة.
تضليل الناس
الدكتور منصور العسكر أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الإمام يؤكد أن وجود هذه الظاهرة يرجع إلى قضية الخصائص والظروف الاجتماعية لكل فرد.
ويلفت إلى أنها في الغالب تبرز عند السيدات أكثر من الرجال، وتتزايد عند أصحاب الدخل المادي العالي أكثر من ذوي الدخول المتدنية، وذلك ناجم من أن أهل الثراء والمال يخافون من اندثار ثرواتهم وأموالهم.
ويؤكد أن أهم الأسباب وراء هذه الظاهرة ضعف الإيمان، مشيرا إلى أن الظروف الاجتماعية تتطلب استشراف المستقبل ولكن بالتخطيط له بعيدا عن التنبؤات.
ويقول: إن ما يحدث على الفضائيات من ادعاء علم الغيب والترويج الإعلامي لهذا الادعاء إنما يهدف إلى الكسب المالي وتضليل الناس، مؤكدا أن الظروف النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعيشها الأمة أدت إلى بحث العديد من الناس وتفتيشهم عن الغيب.
ويحذر من أن العديد من الذين يزعمون علمهم بالغيب على الفضائيات يتلبسون بلباس الدين في تفسير الأحلام والرؤى، إضافة إلى ادعاء قراءة الكف والفنجان، وهم في الغالب يقدمون عموميات، حتى يجدوا من يصدقهم ويدفع لهم نقودا.
ويجزم بأن الحل يكمن في النظرة الإيمانية للحياة، والرضا بالقضاء والقدر، مشيرا إلى أهمية وجود ثقافة التخطيط للمستقبل، وتدريب الأجيال عليها، باعتبارها أفضل وسيلة لتحقيق الأحلام، بدلا من البحث عن التنبؤات، والسعي وراء المنجمين.
ثقافة دينية
الدكتور عبد الرازق الزهراني أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية يؤكد أن هذه الظاهرة لها أسباب كثيرة، من أهمها قلة الثقافة الدينية، وضعف الارتباط بالله عز وجل لدى كل من يتجهون للبحث في الغيب والمستقبل.
ويؤكد أن صاحب الإيمان الراسخ يعلم أن المستقبل بيد الله عز وجل، فهو الذي يمنح الطمأنينة والراحة والعزم على العمل والارتياح.
ويقول: إن الناس تحركهم قوى واهنة، وأخرى عاقلة.. والقوى الواهنة هي التي تجعل الإنسان يعيش بين الخيالات، وخلف السراب، ظنا منه أنه سيحقق كل طموحاته، بينما أصحاب القوى العاقلة تحركهم الأفكار العقلية العلمية المدركة لخلفيات الأمور.
ويلفت الزهراني إلى أن السعي لمعرفة الغيب يحدث على أرقى المستويات، ومن ذلك مستوى رؤساء الدول، حيث يستعين بعضهم بالمتنبئين لمعرفة المستقبل كما يبحث العديد منهم عن تفسير التنبؤات الموجودة في الكتب المقدسة.
ويوضح أنها قضية غير مرتبطة ببيئة معينة وتكثر في البيئات البدائية كجزء من الثقافة نتيجة للتطور الإعلامي، وانتشار الفضائيات، وتطور أدوات الاتصال والتنجيم على الهواء مباشرة.
ويشدد على أن نظريات علم النفس تؤكد اتجاه الناس إلى التقليد، مشيرا إلى أن تلك الظاهرة من باب التقليد الأعمى.
ويؤكد أن الحل في الثقافة، والإيمان، والاعتماد على النفس، وبذل الجهد في التخطيط للمستقبل.
مفاهيم خاطئة
أما الكاتب الإسلامى الدكتور أحمد المعبي فيجزم بأن ضعف الوازع الديني من أهم الأسباب وراء تنامي تلك الظاهرة التي تعد من الشرك لقوله تعالى: "عالم الغيب لا يظهر على غيبه أحدا"؟
ويؤكد أن من يعتقد أنه يعلم الغيب أو أن أحدا غير الله يعلم الغيب فقد خرج عن دائرة الإسلام، فينبغي أن نؤمن بأن كل شيء بيد الله، وهذا هو التوحيد، وأن تتيقن أن "ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك".
ويحذر من أن كثيرا من الناس يهملون العلوم الشرعية التي تعرفهم بأمور دينهم، كما أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة لدى العامة نتيجة لعدم وجود الوعي بالدين.
كما يحذر من انصراف الناس للعلوم الدنيوية، وترك العلوم الشرعية التي أكد ديننا الحنيف أهمية تعلمها ودراستها.
ويشدد على عدم جواز سعي الإنسان وراء مزاعم معرفة الغيبيات لأن ذلك حجة علينا وليست لنا، كما أنه من أنواع الشرك الذي يخرج عن دائرة الإسلام.
الايمان ينبوع السعادة
يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دعا الله أن يرزقه إيماناً كإيمان العجائز ، ولم يقل كإيمان العلماء لأن إيمان العجائز إيمان عميق ، هادئ مطمئن ، لا يرقى إليه الظن ، ولا يحوم حوله الشك ، دينهم دين شعور عميق بإله بلغ نهاية في الكمال ، والغاية في الطيبة . وعن هذا تصدر أعمالهم ، وبلقائه تتعلق آمالهم . أما غير العجائز فقد اعتادوا الشك واعتمدوا الحجج العقلية ، فكان إيماناً مقلقلا , يحول بينهم وبين تمام اعتقادهم ، صعوبة إدراكهم لحقيقته بعقولهم.
ثم أن خير الدين ما أتى عن طريق القلب ، والعجائز إيمانهم عن طريق قلوبهم ، وغيرهم عن طريق عقولهم . والعقل عادة مصدر للشك والتردد ، والقلق والحيرة . والقلب لا يعرف شكاً ولا تردداً .
وإيمان العجائز إيمان بسيط سهل ، فهم يدركون أن الإيمان بالله معناه أن الله خالق كل شئ ومدبر كل شئ ، يعطف على من يحبه بالخير ، وينتقم ممن لا يؤمن به ، إن عاجلاً أو آجلاً . وهذه العقيدة على بساطتها كافية في سير الشخص سيراً حسناً حميداً ، يفعل الخير ويتجنب الشر .
إن الإيمان مبني على أساسين : رغبة ورهبة . فالإنسان يعمل الخير رغبة في ثوابه ، وأملاً في جنته ، وهو يخاف عقوبته ، ويخاف ناره ، وبين الرغبة والرهبة تصلح الأعمال وتتم السعادة .
ما الحياة بلا إيمان بالله ؟ .. إن الإنسان خلق في هذه الحياة في وسط تيار جارف وجو عاصف . تنتابه الأحداث العظام ، وتحل به الكوارث . فمن لم يعتقد في إله يتخذه ملجأ له ، وركناً يعتمد عليه ، ومعزياً له في المصائب ، ومساعداً له في المتاعب ، ومأمناً له ضد الأخطار ، ومواسياً له عند الحزن ، كان كبناء لا يستند إلى أساس ، وبيت ليس له دعامة . ومن أجل ذلك نرى أشقى الناس في الحياة أكثرهم إلحاداً : إنهم قد يملكون المال الكثير ، ويحصلون على الرزق الوفير ، ولكن لا يلبثون إذا حلت بهم مصيبة أن يأخذهم الجزع ، لأن من طبيعة النفس الخوف من العدم ، أما المؤمن فيحمد الله في السراء والضراء ، ومهما فعل ومهما حل به ، فهو يعتمد على ركن ركين وملجأ حصين . إن فاته الخير في الدنيا أمل في الآخرة ، إن لم تسعفه ظروف اليوم ، أمل في الله غداً .
وتجاربنا في الحياة تدلنا على أن الإيمان بالله مورد من أعذب موارد السعادة ومناهلها .. فالدين يكسب النفس قوة وسلوى وعزاء ، وذلك ظاهر في الدين القلبي . أما الدين العقلي فمبني على الجدل وحجج المنطق ، وهما يفقدان الشخص حماسته : ومن أراد الهدى في أعماله ، والتدين الحق في عقيدته ، فليعتمد على قلبه أكثر مما يعتمد على عقله ، وليس الدين بالمساجد إنما الدين بحياة القلب . وكم في الدنيا من مدن غصت بالمعابد والمساجد والمظاهر الدينية ، وهي أبعد ما تكون عن الدين . وفي التاريخ أناس شقوا بالدين من تعصب وقتال على المذاهب ، لأنهم انحرفوا عن الدين الصحيح ، ولم يسمعوا لصوت ضميرهم .. فضلوا في طريقهم . والدين الصحيح سهل سمح لا يضمر عداء ، ولا خصومة .
لقد مُنح الناس شعوراً بإله يؤمنون به ويعتمدون عليه ، فإذا تحول ذلك إلى بحث في من هو؟ وأين هو ؟ وما صفاته ؟ حار الإنسان واضطرب . وتعجبني في ذلك حكاية قرأتها عن فيلسوف يوناني سئل مرة : " من هو الله ؟ وأين هو الله ؟ " فطلب أن يمهل يوماً أو يومين ، يفكر في الإجابة.. فلما لقيه السائل وطلب منه الجواب قال له : " لقد رأيت ظاهرة غريبة وهي كلما فكرت في الجواب ازددت حيرة " ذلك لأنه سلك سبيل التفكير العقلي ، وكان أسهل عليه أن يسمع لصوت قلبه .
وفي القرآن الكريم مخاطبة للشعور في مثل قوله تعالى : أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20}. ودعوته إلى النظر في خلق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار ، واختلاف الألسن والألوان ، أكثر من اعتماده على مقدمات منطقية ، وقياسات جدلية ، لأن آيات القرآن هذه تخاطب الشعور والقلب ، والأقيسة المنطقية تخاطب العقل . وكل إنسان صالح لأن يوجه الحديث إلى قلبه ، وليس كل إنسان صالحاً لأن يوجه الحديث إلى عقله.
نعم ، إن العلم يخدم الدين ، ولكنه لا يبعثه .. فتقدم الناس في العلم اليوم خفف آلام البشرية من اعتقاد في السحر ووجود أرواح شريرة تتسلط على البشر وتعذبهم حسبما تشاء . فكل هذه اعتقادات أزالها أو مزقها نور العلم ، فخدم الدين بذلك خدمة جليلة . فإذا أجتمع في الناس قلب ينبض بحب الله ، وعقل يزيل الخرافات والأوهام عنه ، كان ذلك منتهى السعادة ومنتهى الرقي .
لولا الدين ما كانت سعادة ، ولا كانت للحياة قيمة .. بل نحن نرى أن آباءنا كانوا أسعد منا بإيمانهم ، وشبابنا أشقى منهم بشكهم ، أو على الأقل بعدم اكتراثهم . وإن شئت فقارن بين أسرتين أسرة أسست حياتها على الدين والتزمت به ، وأسرة أضاعت الدين ولم تلتفت إليه ، وأجبني : أي الأسرتين أسعد ؟ إني أعتقد أن أكبر سبب لشقاء الأسر وجود أبناء وبنات فيها لا يرعون الله في تصرفهم ، وإنما يرعون هواهم وملذاتهم فهم يركبون رءوسهم ، ويروون رغباتهم ، من غير وازع ديني يزعهم ، أو نظرة في العواقب تردعهم . فإذا فشا الدين في أسرة ، فشت فيها السعادة .. وخاصة إذا كان ديناً راقياً تجرد عن الخرافات والأوهام وتدعم بالعلم ، وحكم أفرادها دينهم في سلوكهم.
إن أهم ركن في السعادة راحة البال .. والدين أكبر دعامة لراحة البال ، إذا يظهر من طبيعة النفس الإنسانية أن تشعر بوجود إله تعتمد عليه ، فإذا لم يكن ذلك ، قلقت واضطربت ، لأنها خالفت طبيعتها ، ولذلك نجد أكثر الملحدين يعيشون عيشة مضطربة ، وإذا جد الجد وحضرهم الموت ، كانوا كفرعون ، لما أدركه الغرق قال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين .
وهذه هي السعادة في الحقيقة .. فليست السعادة في كثرة المال ، ولا في عظم الجاه ، إنما هي في أنفسنا وفي داخل قلوبنا . وشئ آخر ، وهو أن مزية الدين الإيمان باليوم الآخر ، فهو بذلك يضم حياة أبدية إلى حياته القصيرة الدنيوية . وذلك من غير شك يدعوه إلى أن يكفر فيما يعمل ، لاعتقاده في الجزاء العادل ، إن لم ينله في الدنيا ناله في الآخرة . ويكفه عن عمل الشر لأن وراءه إلهاً يجازيه على عمله مهما أسر ، ومن طبيعة الإنسان حب الحياة . ولذلك يرتعد فرقاً إذا قيل له إن حياته في الدنيا هي الحياة ، لأن معنى ذلك أنها حياة قصيرة تنتهي بعدم مفزع وسعادته الحقة في أن يعتقد أن وراء هذه الحياة حياة أبدية ، يحكم فيها إله عادل .. من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره .
هذه هي الطبيعة الإنسانية التي خُلقنا عليها ، وأي تنح عنها يفسدها . وقد علمتنا الحياة أن الخروج على الطبيعة الإنسانية ولو قيد شعرة ، مدعاة للحيرة والاضطراب .
وبعد ، فإن الدين يجعلني أنا والإله على متاعب الحياة ، والإلحاد يجعلني أنا وحدي ضد الله ، وضد متاعب الحياة ، وشتان ما بين الوضعين .
ظاهرة باتت خطيرة وسريعة الانتشار … واكثرها بـ مصر
انتشار ثقافة الجن وسيطرة الخرافة . . على المجتمع المصرى
موضوع غريب احبت طرحه للفت النظر الى حالةتكاد تكون ظاهرة غير مرضية لما وصلت له امور الشعوذة
في مجتمعاتنا ومصر تحديدا بما انها ذات عدد سكاني كبير فان الظاهر تظهر وبشكل ملفت فيها
"274" خرافة
هي إجمالي الخرافات التي تحكم عدد كبير من المصريين وتسيطر علي كل شئ في مصر.. نعم 274 خرافة يستيقظ عليها النائمون..
وينام عليها المستيقظون.. 274 خرافة سيطرت علي الجهلاء والمثقفين..
الحكام والمحكومين..
الدراسة الميدانية التي أجراها فريق بالمركز
القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية
والتي شارك فيها الباحثان
"نجيب إسكندر ورشدي منصور"
فجرت العديد من المفاجآت حيث توصلت إلي أن 63% من المصريين يؤمنون بالخرافات بينهم 11% من المثقفين والرياضيين والفنانين والسياسيين.
وهي نفس النتيجة التي خرج بها الباحث محمد عبدالعظيم في دراسة علمية له حيث توصل إلي أن 31% من المصريين بينهم من يحتل المناصب العليا يؤمنون بتقمص الأرواح وأن الاعتقاد بالجان والعفاريت أصبح من المعتقدات الأساسية في حياة المصريين الذين يعتقدون بسيطرة الجن علي تصرفاتهم وهناك أكثر من مليون و200 الف مواطن في مصر يعتقدون بتصنيف الجن الى أزرق وأحمر كما يعتقدون أن الحذاء القديم الملقي بالشارع هو الدواء الوحيد الناجح للوقاية من الجن والعفاريت الذين يسكنون المقابر والمنازل المهجورة وأن 75% من المصريين يتحاشون ضرب القطط والكلاب ليلاً لاعتقادهم أن العفاريت تتشكل في أشكال هذه الحيوانات كما يعتقدون ان الجان قادر علي الزواج من النساء والعكس بل والانجاب منهم.. وقالت الدراسة إن 60% من النساء يؤمن بضرورة وضع كف في شعر الطفل حتي لا يصاب بالحول وأن 47% من المصريين يؤمنون تماما بأن رش المياه وراء الشخص المتوفي يمنع موت أحد وراءه وأن المقص المفتوح يجلب النكد.. ووضع المقص تحت رأس النائم يمنع الكابوس وهناك ماهو أطرف وأغرب من ذلك حيث يعتقد 60% من المصريين أن حرق الخنفسة في الشقة غير المسكونة يجلب لها السكان وأن تعليق حذاء طفل علي جدران المنزل يجلب السعادة لسكانه..
أيضا دراسة الباحث محمد عبدالعظيم أكدت علي أن 30 الف شخص في مصر يدعون علم الغيب وقراءة الفنجان والكف كما يؤمن 70% من المصريين بقدراتهم الخارقة في معرفة ما يخبئه لهم القدر من أحداث فضلاً عن قدرات أخري منها علاج المرضي بالأرواح .
الباحثة اكرام زايد أيضا، قالت في دراسة لها حول الخلفة إن 60% من النساء ترين أنه علي المرأة التي يتأخر حملها أن تذهب الي "الدحريجة" لتتدحرج سبع مرات لعلها تحقق أملها في الإنجاب فالمرأة التي لا تنجب في الشرقية مثلا تقوم بزيارة تمثالين لرجل وامرأة وتحتضنهما تحت ملاءة ثم تستحم وتكسر زيراً من أجل الانجاب..
في واحة سيوة هناك ضرورة لان تستحم العروس في نبع من الماء ليلة عرسها اعتقاداً من الأهالي بوجود قوة تكسبها الخير والجمال وتبعد عنها الشر كما يؤمن 93% من نساء الريف المصري بما يسمي بالمشاهرة وهو عدم دخول أي رجل حليق الذقن علي المرأة بعد ولادتها بـ 40 يوما وكذلك عدم الدخول بلحم غير مطهي والا منع عنها اللبن أو تتأخر في حملها التالي.
وأن 62% من البنات في مصر يؤمن بضرورة عدم التحديق في المرآة ليلا حتي لا يفوتهن قطار الزواج.. وأن أكثر من "50%" منهن مازلن يعتقدن في صحة قرص ركبة العروس في ليلة دخلتها حتي تصيبهم العدوي ويتزوجن في وقت قريب بعدها ومن تلحس بطن الضفدعة تستطيع الزغردة. وأن أي بنت تأكل سمكا أو لبنا يوم الأربعاء تتجنن فوراً.
وأن "90%" من المصريين حسب ما أورده البحث يؤمنون أشد الايمان وحتي الآن بخرافة "الربط الجنسي" بين الأزواج. وهو ايمان لا يفرق بين أهل الريف وأهل المدينة وأنه عليهم استخدام - الأحجبة - وبالفعل يستعملها "80%" من المصريين في أغراض كثيرة منها، الحماية من المرض، وابطال تأثير العفاريت واستمالة قلب المحب، والنجاح في العمل الخ.. ولا يخشي المصريون من شيء قدر خشيتهم من "القطة السوداء" حسبما اقر "50%" والذين ينظرون الي القطة السوداء باعتبارها رمزا للتشاؤم.
أيضا يؤمن المصريون بأن الحجاب يقي من "عين الحسود" وايضا وضع قليل من الملح في كيس يعلق في رقبة الأطفال وكذلك ناب الذئب او ناب الضبع أو رأس الهدهد.
وطرق الوقاية التي وضعها المصريون للوقاية من الحسد كثيرة .
منها البخور "وخمسة وخميسة" والعروسة الورقية التي يتم ثقبها بإبرة الخياطة بأسماء من يريدون منع حسدهم ، وذلك بقول من عين فلان وفلان الي أن تنتهي قائمة الاسماء. ثم يتم حرق هذه العروس الورقية والاحتفاظ بناتج احراقها. ورسمه علي شكل صليب علي جبهة الشخص المحسود. وغيرها من الخرافات التي تشيع في مصر، ولعلها توضح من واقع الدراسات الميدانية التي عرضنا لها، أن الخرافة في مصر لم تعد خرافة أفراد وإنما تقف وراءها أيدي مجهولة
تحترف تغييب الوعي ودفن عقل المصريين في ثلاجة التخريف
هو حكم الذهاب إلى الدجالين ؟ وما هو عقوبة ذلك
ما هو حكم الذهاب إلى الدجالين ؟ وما هو عقوبة ذلك
فى الوقت الذى يسرع فيه العالم نحو الأخذ بالحقائق العلمية .ينساق بعض المسلمين وراء معرفة المجهول وما تحمله الأيام والسنون فى المستقبل ،من خلال تصديق المنجمين ،والحرص على مطالعة ومتابعة الأبراج ،التى تكتظ بها أرفف المكتبات وأرصفة الشوارع .والأمر لا يقف عند حد الترفيه والتسلية ، ولكنه يتعدى ذلك إلى تسليم البعض بمضمونها ، والاعتقاد بصحة تنبؤاتها ..وهذا السلوك لا يقتصر على فئة عمرية أو طبقة اجتماعية بعينها ، بل أصبح من المعتقدات الراسخة عند الكثيرين ،ويزداد انتشارا رغم تعارضه مع ما أمرنا به الحق سبحانه وتعالى ،فما هى أسباب هذه الخرافات والأوهام التى تؤدى إلى تخلف وتأخر مجتمعنا الإسلامى ،وسقوطه فى براثن الجهل والخرافة ،وكيف نحمى المجتمع من مخاطر هذه الظواهر التى تتنافى مع أبسط قواعد الإيمان بالله واختصاصه وحده بعلم الغيب ،العلماء والمختصون يشرحون فى التحقيق التالى أبعاد هذه الظاهرة وخطورتها ووسائل مقاومتها والتحذير من الانسياق وراءها ..
د .نصر فريد واصل : الإيمان بالأبراج والتنجيم شرك بالله
د .فوزية عبدالستار : التنجيم جريمة نصب تستحق العقوبة
د .محمد نجيب : 140 فكرة خرافية يعتنقها المصريون
تحقيق :أميرة إبراهيم - إيمان عاشور - مرسى القرضاوى
هناك ارتباط وثيق بين الحالة النفسية للفرد وسلوكياته المختلفة ،هذا ما يؤكده د .محمد محمود نجيب أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان مشيرا إلى وجود 140 فكرة خرافية يعتنقها المصريون وتؤثر على قدراتهم وسلوكياتهم فبعضهم يمرون بظروف صعبة ،لا يجدون منها مخرجا إلا باللجوء إلى الخرافات التى تجعلهم أكثر رضا ،إضافة إلى أن كل البشر لديهم نزعة حب الاستطلاع والفضول لمعرفة المستقبل وتتزايد عند الشخصية المصرية التى تتسم ببعض الخصائص النفسية التى تدفعها للجرى وراء المجهول .ومنها معاناتهم من مرض الفصام الشخصى البارانويا ،وفيه يشعر المريض بأن الآخرين لا يريدون به إلا الشر ،وهذا المرض لا يقتصر على فئة دون أخرى بل يصاب به من يعتلى أرقى الدرجات العلمية كما أن الإسقاطات مرض نفسى متفش بين بعض المصريين ،لتجنب مواجهة الواقع وإبعاد مسئولية الفشل عنهم وإرجاعها إلى سوء الحظ أو الحسد وليس أعمال الفرد وسلوكه .وتختص الشخصية المصرية بقابليتها للإيحاء والانقياد ،فيسهل التأثير عليها فهى مغيبة الوعى ليس لديها رؤية نقدية أو حسابات عقلية ،وهو ما جعل المختصين يصنفون الشعب المصرى بأنه يحك م العاطفة على العقل .
ميراث اجتماعى سلبى
أما د .إسماعيل عبدالبارى أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب الأسبق بجامعة الزقازيق فيرجع اللجوء للمنجمين إلى ضعف الوازع الدينى ،فالمؤمن الحق يعلم أن الأمور كلها بيد المولى عز وجل ،وأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ،ومن هنا تأتى أهمية قيام الأسرة بدورها الصحيح فى عملية التربية الدينية ،ومراعاة الأسس التى حث عليها الدين الإسلامى الحنيف فى تربية الأبناء ،إضافة إلى وجود ميراث اجتماعى سلبى يجعل هناك اعتقادا خاطئا بأن المنجم يعرف المستقبل ويساعد الإنسان على تحقيق أحلامه وطموحاته ،ويستطيع الإنسان بالتمرين والتعود أن يبدل هذا الاعتقاد السئ الموجود لديه إلى اعتقاد راسخ بأن كل شئ بأمر الله ،كما ترجع هذه الظاهرة إلى وجود رغبات وتطلعات كبيرة لدى الإنسان ،لا يسعى لتحقيقها بالعمل الجاد ،ولكن يلجأ إلى الدجل والشعوذة ،والعجيب أنه قد يكون على درجة عالية من العلم والثقافة ،وهى تجتاح المجتمع بكل فئاته ،ويجب التصدى لها من خلال عمل حملات إعلامية تشارك فيها كافة وسائل الإعلام من خلال المشاركة الفعالة والايجابية للمؤسسات الدينية والاجتماعية .
العقوبة القانونية للتنجيم
وتعتبر د .فوزية عبدالستار أستاذ القانون الجنائى بكلية الحقوق جامعة القاهرة أن أعمال التنجيم والشعوذة تشكل جريمة ،إذا كان من شأنها أن يوهم المشعوذ ضحيته كذبا بأنه يعلم ما تخفيه له الأيام ،ويقدم له معونة سحرية (حجاب مثلا) ليحقق له ما يتطلع إليه من آمال ،وذلك بهدف إيقاعه فى الخطأ أو أن يحصل المشعوذ على مقابل مادى نظير هذه الأعمال يسلمها له الضحية بإرادته وبرضائه التام .ويشكل هذا العمل جريمة نصب ،حدد لها المشرع عقوبة الحبس بحد أدنى 24 ساعة ،وأقصى ثلاث سنوات ،وللقاضى أن يقدر مدة الحبس فيما بين هذين الحدين حسب كل حالة ،ويدخل فى نطاق هذه الجرائم كل أعمال التنجيم من قراءة الطالع والأبراج والكف والفنجان .وطالما حاول العراف إيقاع ضحيته فى الوهم والخداع وممارسة أساليب احتيالية عليه للحصول على أمواله ،يقع تحت طائلة القانون أما إذا قام بهذه الأعمال بدون مقابل ،فلا تعد جريمة يعاقب عليها القانون ،فقط يؤثم صاحبها .أما من يلجأ إلى هؤلاء المنجمين والمشعوذين فهو فى نظر القانون مجنى عليه وضحية لواقعة احتيال .وترى د .فوزية عبدالستار أن العقوبة التى حددها المشرع لجرائم النصب بصفة عامة هزيلة ومن الأفضل زيادتها برفع الحدين الأدنى والأقصى لتكون رادعا قويا لمن تسول له نفسه النصب على الأبرياء وحسنى النية .
العلم يرفضها
وحول التأصيل العلمى والاجتماعى للأبراج يؤكد د .محمد عبدالسميع عثمان عميد كلية التربية بجامعة الأزهر :أن الأبراج التى تنشر فى بعض الصحف والمجلات والنتائج التى تتوصل إليها ليسلها أى أساس علمى ، إنما هى تخضع للأوهام ،كما أن الفرد يعيش أسيرا لتلك الأوهام والأحلام ولرغباته الشخصية إلى أن المهتمين بقراءة الأبراج أو التسليم بما تقوله هم واهمون لأن هذه النتائج مجرد أوهام وإيحاءات وتأثيرات ولو تحققت بالفعل فسوف تكون من قبيل المصادفة .ويشاركه د .سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسى الرأى مؤكدا أن تصديق الأبراج وقراءة الطالع والكف من القضايا القديمة الجديدة حيث أن تاريخ هذه الاعتقادات يرجع إلى عصر الفراعنة ،ففى عصر الجاهلية قبل الإسلام كانت قراءة الطالع مهمة جدا ،وكان المنجمون يعتمدون على قراءة الأبراج وكان يصدق كلامهم فى الحرب والسلم .ويضيف د . سعيد أن التحليل النفسى يؤكد أن الإنسان بطبيعته لديه غريزة حب المعرفة بما سيأتى ،وقراءة المستقبل مما يجعلهم ،يلجئون إلى المنجمين .ومع أن العصر الذى نعيش فيه يعد من عصور العلم والنهضة والتقدم العلمى الواضح فى مختلف العلوم والمعارف ،إلا أنه مازالت هذه الغيبيات مسيطرة على عقول الكثير من الناس مما يؤكد تأثير المخزون الثقافى على مر العصور .
حرمة قاطعة
ويقول د . نصر فريد واصل مفتى مصر الأسبق :إن حرمة الأبراج والإيمان بما تأتى به من توقعات وأحداث حرمة قاطعة ومحسومة ،لأنها حديث عن الغيب الذى لا يعلمه إلا الله ، ولم يكشفه لأحد من البشر .ويضيف د .واصل إلى أن هناك فرقا بين الحظ والمصادفة وبين كشف الغيب ، فالأول نوع من التسلية وقضاء للوقت فإذا آمن الإنسان بما تقوله الأبراج إيمانا جازما بأن هذا هو الحقيقة فإن ذلك شرك لأنه خالف نصوصا مقطوعا بشأنها فى أن أمور الغيب لله تعالى وحده ولا تدخل لأحد من الأشخاص فيها ، أما إذا قرأها القارئ بهدف التسلية فقط دون التأثير أو الإيمان أو الاقتناع بها فهذا لا شئ فيه إلا أنه من الأفضل الابتعاد عنها ،ويجب التسليم بأن الذى ينشر فى الصحف عن الأبراج كذب ولو صادف الواقع ،كما ينصح د .واصل الذين يقرؤون الأبراج بعدم التسليم بما تقوله لأنه تنجيم وكذب ،فديننا دين العقل والمنطق السليم ودين الفطرة السوية التى تسلم الأمر كله لله .
كذب المنجمون
ويؤكد الدكتور أحمد السبع أستاذ الفقه العام بجامعة الأزهر أن الأبراج وما ينشر عنها يدخل فى باب التنجيم الذى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم :كذب المنجمون ولو صدقوا فالقضية محسومة ،وهذا عمل من باب الدجل والشعوذة وخداع الناس كما أنه خارج تماما عن الإطار الشرعى والإسلامى ، بل لا يقره شرع أو دين .
وأشار د . السبع إلى أن المسلم مطالب بالإيمان بالغيب لأنه جزء أساسى من العقيدة فنحن كمسلمين مطالبون بالإيمان بالجنة والنار واليوم الآخر والقدر خيره وشره ،وأن التسليم التام بقضاء الله وقدره هو نوع من الإيمان ، ولا ينبغى أن ينشغل المسلم بما سيحدث له اليوم أو غدا أو بعد ذلك ،بل يجب عليه التسليم والقبول بكل خير أو شر .
محاربة الخرافات
ويؤكد د . محمود يوسف كريت رئيس قسم الثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر إن :الإسلام أبطل كثيرا من أعمال السحر والتنجيم التى كانت سائدة فى العصر الجاهلى ، وحرم التعامل بها ،لأنها تبعد المسلم عن التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه ،ومن المؤسف أنها قد عادت لتنتشر بشكل واسع وخطير بين مختلف الأوساط الاجتماعية ،ويعتقد الأفراد بصحتها بدرجة تصل إلى التسليم الكامل بها .وقد جاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتنهى عنها نهيا قاطعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :من أتى كاهنا أو عرافا فقد برئت منه ذمة محمد . كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق المنجمين حتى ولو صادف قولهم إرادة الله تعالى فأخبروا بحدوث شئ ووقع فعلا .قال رسول الله صلى.كذب المنجمون ولو صدقوا الله عليه وسلم وقد جاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتبين أن علم الغيب مما استأثر به الله تعالى لنفسه ،فلم يطلع عليه أحدا من عباده ،سواء كان نبيا مرسلا أو ملكا مقربا إلا إذا أذن له فى الإخبار به .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا هذه الآية :إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير لذلك حث الإسلام على محاربة هؤلاء المنجمين والمشعوذين والابتعاد عنهم .والاعتماد على الله سبحانه.وتعالى فهو وحده القادر على منح الخير ودفع الضر بيده ملكوت كل شئ وهو على كل شىء قدير ويحذر د . محمود كريت من قراءة الأبراج التى تأخذ حيزا من معظم الصحف اليومية ،ويعتاد الكثيرون قراءتها والتأثر بها تأثرا شديدا فيتفاءلون أو يتشاءمون بما يرد فيها ،والرسول صلى الله عليه وسلم قال :لا طيرة ولا هامة ولا صفرة ،فلا يتشاءم الإنسان لرؤية طائر بعينه ولا يزجر أى يتفاءل أو يتشاءم بطيرانه ،فإن طار إلى جهة اليمين تفاءل وإن طار إلى جهة اليسار تشاءم .أما من يقوم بأعمال الشعوذة والتنجيم فعقابه وخيم فى الدنيا والآخرة فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من إقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر.ولا يفلح الساحر حيث أتى :.وقال الله تعالى زاد ما زاد وينصح د .كريت رب كل أسرة وكل مثقف أن يبصر المحيطيين به للابتعاد عن هذه البدع وعدم السير فى ركابها ،لأن هذا يقود المسلم دون أن يدرى إلى ضعف الإيمان ،وقد يصل به إلى الكفر ،والأفضل لنا جميعا هو التوكل على الله فى كل شئ ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لو أنكم تتوكلون على الله.حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا
الجهل وضعف النفوس
ويضيف د .جلال بشار وكيل كلية الدعوة بجامعة الأزهر قائلا إن علم الفلك له حسابات وقواعد ومتخصصون وهو يقوم على حسابات غاية فى الدقة أشار إليها القرآن الكريم فى قوله تعالى : وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا ولقد برع المسلمون الأوائل فى علم الفلك ،وذلك ليعرفوا من خلاله تحديد الوقت وفصول السنة وتحديد أوائل الشهور ومواقيت الصلاة والأعياد والحج ،أما التنجيم فهو يقوم على التخمين ومحاولة معرفة الغيب ، وهذا أمر منهى عنه شرعا ومن يلجأ إلى المنجمين لا تقبل صلاته ويكفر بما جاء به الإسلام ،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه فقد كفر بما جئت به ..أما عقوبة من يقوم بالتنجيم فهى أشد ما يقوم به يعد كفرا وإلحادا لأنه فع بضعاف النفوس وجهلاء الأمة الإسلامية بالذهاب إليه .
سمعة اعلامية كاذبة
وتؤكد د .آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن هناك من يلجأ إلى التنجيم عندما يتعرض لمواقف معقدة فى واقعه ،وحين يعجز عن التعرف على هذا الواقع بوضوح ،وهناك من يلجأ إليه فى حالات الإحباط والشعور بالضيق ،وللأسف هناك من الأدعياء الكثيرون الذين يزعمون معرفة الغيب وأنهم يستطيعون قراءة الطالع ومعرفة المستقبل من خلال التنجيم وقراءة الكف والكوتشينة والفنجان وإلى آخر هذه الأمور التى لم ينزل بها سلطان الهى بل هى اختراعات من قبل بعض الناس تهدف إلى النصب والاحتيال على الضائقين بأمور حياتهم والمحبطين الهاربين من الواقع الملموس ،وذلك لتكسب وتحقيق أرباح مادية …والأجدر بمن يلجأون للمنجمين أن يبحثوا عن الوسائل العلمية والمنهجية لمعرفة أسباب مشاكلهم وإيجاد حلول لها لا أن يذهبوا للمنجمين الذين يغرونهم بأن لديهم القدرة على حل مشاكلهم وإنهاء همومهم ومعرفة ما سيحدث لهم فى المستقبل ،والحقيقة أن المنجم غالبا ما يكون لديه شئ من الفراسة والقدرة على معرفة الضيف القادم ليشكو إليه ومن خلال بعض الأسئلة الذكية التى يطرحها على الزبون يتعرف على بعض المعلومات الصحيحة ومن ثم يجعل المنجم إجاباته تدور حول المعلومات التى توصل إليها مما يبهر الضيف ويجعله يصدق أن هذا المنجم لديه القدرة على معرفة الغيب بالفعل ،وهذا الأمر يجعل لهذا المنجم شهرة بأنه يعرف الغيب فقد ذكر لفلان معلومات صحيحة ونصح آخر بإتباع أمور ساعدته فى إنهاء مشاكله إلى آخر هذه السمعة الإعلامية التى يقوم المنجم بإثارتها حول نفسه .وتشير د .آمنة نصير إلى أن الإسلام حرم الذهاب واللجوء لهؤلاء المنجمين ،وشدد على عقوبة من يذهب إلى هؤلاء فهو يخرج من دائرة الإسلام فمن ذهب إليهم هالك وهذا حكم الإسلام أما أمثال هؤلاء السذج أما المنجم فعقوبته أشد وأقوى ،والمثير للانتباه هنا هو حدوث خلط بين علم التنجيم وعلم الفلك .والخلط هنا بين من يدعون علم الغيب من المنجمين وبين ما عرف عن فلاسفة الإسلام والعلماء فى الزمن البعيد بأنهم يعلمون علم الغيب وتم الخلط بين علم الفلك وما يتبعه