في خطبة الجمعة بجامع أبي بكر الصديق أمس قال فضيلة الشيخ علي مطر:
العالم اليوم يتحدث عن مرض إنفلونزا الخنازير وبغض النظر عن مدى حقيقة المرض وقوة انتشاره وهل المسألة مفتعلة للترويج لأدوية بعض الشركات لجني الملايين، أو أن هناك تعمداً بنشر الفيروس المسبب للمرض ... وغير ذلك من الكلام المنتشر بين الناس، فإن منظمة الصحة العالمية حذرت من المرض وأنه بات وباءً عالميا، فلهذا سوف أتطرق إلى بعض القضايا المهمة فأقول وبالله التوفيق :
- المرض مستورد من الغرب وانتقل إلينا بواسطة زوار تلك الدول ،إذ أكثر الحالات التي نسمع عنها في الخليج وغيرها هي لأناس عادوا من الغرب ومن أمريكا فالمرض من دولهم وليس مصدره دول العرب والمسلمين.
- على المعنيين بالأمر معالجة المشكلة بما لا يسبب الذعر والخوف والقلق في أوساط الناس، فلا عيشة لخائف. والقلق المذعور لايمكن أن يعمل ولا ينتج.
- على الجمهور التعاون مع الجهات الصحية، "وَتَعَاونُوا عَلَى الْبِر وَالتقْوَى..."، والإبلاغ عن أي حالات إصابة أو حالات مشبوهة وعدم إخفاء أي حالة.
- إتباع طرق الوقاية والحماية من المرض بالوسائل المعلنة من الجهات المختصة.
- فكما أن الإسلام دين الفطرة السليمة، ودين العقيدة المنجية والشريعة السمحة، ودين الحق والعدل والسلام، ودين الأخلاق والآداب، ودين المعاملة الحسن الطيبة، فهو دين النظام والاستقامة، ودين الصفاء والنقاء، ودين النظافة والطهارة، دين جاء لحماية الإنسان ورعايته والمحافظة على كيانه وصحته، ولننظر بتمعن إلى النصوص الشرعية المتعلقة بالحجر الصحي وعزل المصاب ومنعه من الاختلاط بالآخرين، والاحتياطات المتبعة منعاً من انتشار الفيروسات والجراثيم، والتي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل خمسة عشر قرنا من الزمان وقبل كل الإكتشافات الطبية الحديثة.
- وإليكم هذا البيان والسبق الإسلامي في هذا المجال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسل: "لا يوردن مُمرِض على مصح".
"وفر من المجذوم كما تفر من الأسد".
"إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع وأنتم في أرض فلا تخرجوا فرارا". وهذا ينطبق على جميع أنواع الأوبئة والمراض المعدية.
"إذا عَطَس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته".
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عَطَس غطى وجهه بيده أو ثوبه وغض بها صوته".
"نهى صلى الله عليه وسلم أن يُنفخ في الشراب". "ونهى عن الشرب من في السقاء" وكل ذلك من الاحتياطات لمنع انتقال المرض وانتشاره.
- والإسلام حث على النظافة والطهارة، ومعلوم أن كثيراً من الأمراض إنما سببها الإخلال بالنظافة سواء الشخصية من نظافة وطهارة الجسم والفم والملابس، أو نظافة البيت والمكتب والسوق والدكان، المكان الذي يعيش فيه الإنسان أو يقضي فيه وقته، ونظافة المرافق العامة مثل المساجد والحدائق والسواحل والمنتزهات وغيرها.
قال الله سبحانه: "...إِن اللهَ يُحِب التوابِينَ وَيُحِب الْمُتَطَهرِينَ".
قال الله سبحانه: "يَا أَيهَا الْمُدثرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبكَ فَكَبرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهر".
فينبغي أن يكون المسلم من أنظف الناس في العالم، فصلاته رُبطت بالوضوء والطهارة، فلا تصح إلا بشروط من طهارة البدن والثياب والمكان، وفرض على المسلم الغسل والاستحمام الإلزامي، في حالات الجنابة والحيض والنفاس والدخول في الإسلام، ورغب في الاغتسال في مواطن كالجمعة والعيدين والإحرام وغيرها، وأمر بإزالة شعرالإبطين والعانة وتقليم الأظافر والختان، وبيّن أنها من سنن الفطرة والنظافة والنقاء.
- وأمر الإسلام بتنظيف الفم والأسنان فالفم ممر ومعبر لكثير من مسببات الأمراض، وفي الحديث "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب".
"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء.. وفي رواية عند كل صلاة".
وأمر بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق تنظيفاً وتطهيرا لهذين المنفذين للجسم.
- وحرم الإسلام الزنا واللواط والشذوذ الجنسي بأنواعه وأشكاله، وحرم على الزوج أن يأتي امرأته في حيضها أو غير مكان الولد والحرث.. فالله أكبر ما أعظمه من دين.