الانحراف في الصلاة والممارسات الخرافية والسحرية
مقدمة:
بما ان الصلاة في الأساس هي انفتاح على الله وحوار معه واتكال على عنايته، لهذا فان كل شكل من اشكال الممارسان الخرافية والسحرية التي تجعل الانسان لا ينفتح على الله ولا يتكل عليه، تعتبر انحراف من الصلاة الحقيقية وعن الأيمان الصحيح، واذن غير مقبولة وخاطئة. والانسان الذي يضع ثقته بهذه الممارسات لا يمكنه التوصل الى الراحة النفسية والسلام الداخلي، اللذين تجلبهما الصلاة المتواضعة والواثقة، بل بالعكس قد يضطرب نفسيا ويشعر بخيبة الأمل. سندرس فيما يلي بعض الممارسات الخرافية والسحرية، وذلك في سبيل التعرف عليها في انحرافها عن الصلاة الحقيقية والا يمان الصحيح.
1- الممارسات التقوية الخرافية:
ثمة عدد كبير من المؤمنين يلتجئون في تعبداتهم الى بعض الصلوات والطقوس الدينية، معتقدين انهم يستطيعون تحقيق امنياتهم من خلالها، دون الانفتاح الصحيح على الله بالأيمان والاتكال على عنايته الالهية. فقد يجد البعض سلسلة من الصلوات التي يتخللها كثير من اللعنات والويلات ضد من لا يؤمنون بها او من لا ينسخونها ويوزعونها على عدد معين من الناس. وهناك من يعتقد ان صيغة معينة من الصلاة لا تخيب ابدا. وهناك من يمارس تعبدات سخيفة لا اساس ديني لها، كالتعبد مثلا لشعر المسيح. وهناك من يستخدم آليا بعض الصور المقدسة او الذخائر الدينية للاستجابة الى طلباتهم المختلفة. وهناك من يكرّمون الأيقونات في الكنائس خلال الذبيحة الالهية ويشعلون امامها الشموع دون الالتجاء الى الرب في القداس الالهي. ان الخطر في كل هذه الممارسات هو الاعتقاد بفعالية الصلوات والممارسات على اساس مادي وآلي، دون الانفتاح الصحيح على الله بالايمان والاتكال على عنايته الالهية. فبالنتيجة، تكون هذه الصلوات اقرب الى الخرافات الدينية منها الى التعبدات الصحيحة.
2- معرفة الامور الخفية:
كثيرا ما يسعى الانسان الى معرفة الامور الخفية والمستقبلية، وذلك عن طريق الاتصال بارواح الموتى وبمناجاة الأرواح والتنجيم. فقد يلتجأ الى بعض المشعوذين الخداّعين ، الذين يدّعون القدرة على معرفة الغيب وعلى الشفاء. من الوجهة الايمانية، من يتعاطى هذه الممارسات يبتعد عن الصلاة الحقيقية ويشكّ بقدرة الله وعنايته ، وببعض الحالات يفتح الباب للشيطان. ان هذه الممارسات في اساسها هي تطاول على العلم وعلى الدين في سبيل التحكم على قوى الطبيعة وعلى احذاث المستقبل. في الواقع انها شكل من اشكال الخرافات الدينية، التي تسعى بالشعوذة او بالسحر الى القيام بامور خارقة الطبيعة، تتخطى امكانيات القوى البشرية والطبيعة.
3- مناجاة الأرواح واستحضارها:
انها محاولة الاتصال مع ارواح الموتى واجبارها على الحضور، وذلك للكشف عن اسرار المستقبل. وللقيام بذلك يستخدم غالبا اسلوب الخداع او الايحاء الذاتي او الهيستريا. وفي بعض الحالات يقام بذلك عن طريق الروح الشريرة، فتكون عندئذ على حدود السحر الشيطاني. ومهما يكون من امر، فان هذه الممارسات هي تطاول على الله وعلى حكمته، وانها تقام عادة من قبل اشخاص غير مؤمنين بالله.
4- العراّفة:
انها محاولة التنبؤ بأحداث المستقبل، انطلاقا من بعض الاشارات، كما يحدث في قراءة الكف وأشكال التبصير بورق اللعب او قراءة الفنجان. قد تكون هذه الممارسات مقبولة اذا استندت الى معلومات ومهارات شخصية، واذا كانت فقط للتسلية والترفيه عن النفس. وفي بعض الحالات قد تكون شعوذة واحتيال واستغلال للناس، الذين يسعون الى معرفة الامور الغيبية والمستقبلية. وفي حال استدعاء الشيطان للكشف عن الامور الخفية والغيبية، فذلك يكون انحرافا واضحا عن الايمان بالله وبعنايته، ويصبح شكلا من اشكال التعبد للشيطان.
5- السحر:
يشمل السحر مجموعة من الممارسات التي يقوم بها الانسان للتحكم على قوى الطبيعة عن طريق ممارسات خفية ذات طابع لا عقلاني. وهناك ما يسمى السحر الأبيض، الذي يستخدم للترفيه ولا يستعان فيه بالشيطان، بل يعتمد على مهارات طبيعية وخفة في الحركة وايهام بصري. اماّ السحر الأسود، فانه يسعى الى الإساءة على الانسان بتدخل الشيطان، فهذا يكون طبعا خطيئة جسيمة ضد الايمان